صمام أمان - وسام الاشقر

اقتباس - صمام أمان 

صرخت صرخات متقطعة تحاول تخليص خصلاتها من كفه، لقد تيقنت الأن من هدفه، يريدون الوصول لشريحة الذاكرة المليء بأعمالهم المشبوهة في تجارة الأعضاء، لكن إن دفع شقيقها عمره ثمنا لتلك المعلومات فلابأس أن تدفعها هي أيضا، صرخت بقوة صرخات أعلنت عن انتفاضتها كأنثى والتفتت تقضم كفه قضمة شرسة تذوقت خلالها طعم الدماء بفمها، حتى امتزج صراخه المتألم بصرخة استنجادها.
****
- ماذا تفعل؟، لما تحاول فتح الشقة؟!
استقام"أمين" من انحنائه وقد باغته وجود ذلك الساكن ثقيل الظل، حاول إخفاء ارتباكه قائلا:
- قدم السكان شكوى لاشتمامهم رائحة غاز نفّاذة بذلك الطابق، ووجدت الغاز صادرا من شقة الأستاذة
"مهرة"، وحاولت الاتصال مرارا بها لا تجب على هاتفها.
مرر"حسين" نظره على الباب المغلق يقيم الوضع، ثم أسرع في قوله:
- رائحة الغاز تزداد، كارثة إن كانت بالداخل، يجب علينا تحطيم الباب.
حاول"أمين" منعه عما ينويه، خوفا من المُساءلة:
- لا، يجب علينا انتظارها، فهي ليست بالداخل، رحلت صباحا، تلك مسئولية كبيرة.
أمره"حسين" بصرامة غير معهودة:
- لن اثتمع(استمع) لتكهناتك، حتى لو لم تكن بالداخل، فالبناية معرضة للخطر، فأنا المثئول(المسئول).
بعد لحظات استطاع أن يحطم الباب بجسده لتباغته رائحة الغاز النفّاذة، فرفع كلاهما كفيه لمنع تسرب الرائحة لأنفهما، مع إسراع"أمين" بغلق الغاز المتسرب، ليسرع الأخر بفتح النوافذ الموجودة بداخل الحجرات للتخلص من الرائحة القاتلة للجميع، ظل يمرر عينيه فوق محتوياتها الأنثوية المبعثرة في كل جانب، فتلك المرأة كثيرة الإهمال ولا تعرف عن النظام شيءٍ، انتبه لصوتها الأنثوي الصارخ بحدة:
- ماذا فعلتما بشقتي؟!

شروط النشر على موقعنا: اضغط هنا
الفيس بوك: اضغط هنا